الأخبار

شبيبات “اليسار” تمارس منطق الإقصاء في المهرجان العالمي للشباب والطلبة ببريتورياساعة المحاسبة آتية ومعيار الحكم مصلحة الوطن

يشارك وفد مغربي كبير يضم مختلف شبيبات الأحزاب السياسية الوطنية في المهرجان العالمي للشباب والطلبة ببريتوريا (جنوب أفريقيا)، وهي تظاهرة لا تخفى أهميتها من الناحية السياسية باعتبارها آلية من آليات الدبلوماسية الموازية، حيث يحاول كل وفد إقناع باقي الوفود بعدالة قضاياه.
ومغربيا، وبحكم التطورات الأخيرة لقضية وحدتنا الترابية التي تعرف منعطفا حاسما سمته المؤامرات المسعورة لخصوم بلادنا المعلنين والمتخفين، حرصت القوى السياسية الحية بالبلاد على أن يكون حضور الشباب المغربي قويا في هذا المهرجان، من أجل التصدي لمخططات الوفد المختلط (الجزائر والبوليساريو) الذي لا يفوت فرصة مهما كانت دون بث المغالطات حول قضيتنا الوطنية الأولى و تشويه صورة المغرب.
وقد حرصت الشبيبة الحركية التي برهنت رغم حداثة التأسيس (تحديث الإطار التنظيمي وأسلوب العمل) على دينامية تأطيرية وقدرة على التواجد في منتديات ومحافل دولية، حرصت على تمثيلية قوية في المهرجان العالمي للشباب والطلبة ببريتوريا،عاقدة العزم على ترسيخ العمل الوحدوي مع باقي شبيبات الأحزاب الوطنية، انطلاقا من تشبعها بروح الوطنية وقيم المواطنة الصادقة وإيمانها بأن الوطن يعلو فوق كل حسابات الانتماء الحزبي، لكنها فوجئت، بكل حسرة، بمنطق الإقصاء التي انتهجته المنظمات الشبيبية لبعض الأحزاب المغربية “اليسارية”، التي عملت بشكل ممنهج وغريب على عزل وإقصاء الشبيبة الحركية و شبيبة حزب الأصالة والمعاصرة.
إن ما حدث ببريتوريا من سلوكات كنا نعتقد أنها أصبحت من مخلفات الماضي ورواسب الحرب الباردة، يعتبر إساءة (عن وعي أو لاوعي) للمجهود الوطني الموحد الذي تجسد في أوج تجلياته خلال المسيرة المليونية بالدار البيضاء، كما هو استهتار بإرادة الشعب المغربي الذي يراهن على العمل الوحدوي لفعالياته الشبابية.
ومن باب الإنصاف اتجاه الدولة التذكير والتأكيد بأنها وفرت كل الوسائل والإمكانيات العمومية لكي يكون حضور الشباب المغربي في بريتوريا حضورا قويا يجسد اللحمة الوطنية، ويعزز دور الدبلوماسية الموازية، لكن أبى منطق الإقصاء و الشوفينية الذي لم تشف منه بعض مكونات”اليسار” غير ذلك، وهو ما يعتبر، ونقولها بكل صراحة ومسؤولية، خدمة مجانية مهداة على طبق من ذهب لخصوم المغرب.
إننا في الوقت الذي ندين فيه منطق الإقصاء، نود التأكيد على أن ممثلي الشبيبة الحركية المتواجدين في قلب حدث المهرجان، يعتبرون أنفسهم سفراء لنا جميعا، ومستعدون لإجهاض مناورات الخصوم بكل الوسائل، معتبرين أن التباري والتنافس على التمثيلية والوزن السياسي يتحدد عبر صناديق الاقتراع.
ستأتي ساعة المحاسبة، ومعيار الحكم مصلحة المغرب.

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى