أنشطة وزارية

خلال مشاركتها في مؤتمر دولي بالصين..الأخت لكحيل تبرز غنى المغرب بثرات ثقافي مادي ولا مادي متنوع

ترأست الأخت فاطنة لكحيل، كاتبة الدولة المكلفة بالإسكان، وفدا هاما من الوزارة والمجتمع المدني، للمشاركة في أشغال المؤتمر الدولي المنظم من طرف منظمة الامم المتحدة للتربية و العلوم والثقافة حول موضوع: ثقافة 2030 حول دور القرى والمدن التاريخية من أجل تنمية قروية – حضرية مستدامة، والتي انعقدت في مدينة ميشان بجمهورية الصين الشعبية في الفترة الممتدة ما بين 10 و 12 يونيو الجاري.
وخلال افتتاح هذا المؤتمر الذي حضره وزراء في مجال الثقافة والتنمية الحضرية ورؤساء ومديري البلديات والمنظمات الدولية وخبراء دوليين وممثلي القطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والجامعات والمنظمات غير الحكومية من جميع مناطق العالم، ألقت كاتبة الدولة المكلفة بالإسكان كلمة،نوهت فيها بالجهات المنظمة، وبأهمية اختيار الموضوع الذي يندرج في إطار
عولمة تبادل المعلومة و الرقمنة و تكنولوجيا المعلومات الحديثة، والذي من شأنه أن يساهم في محو الخصوصيات الثقافية المحلية، مشددة على أن الثقافة أصبحت اليوم محركا أساسيا للتنمية المستدامة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والبيئي، وتشكل أيضا وسيلة لتعميق الروابط بين المجالين الحضري والقروي، بهدف تقليص الفوارق المجالية.
وجاء في عرض الأخت الكحيل أن المغرب بلد الثقافات وملتقى الحضارات منذ قدم التاريخ، يزخر بثرات ثقافي مادي ولا مادي غني ومتنوع، يشهد على دور الحضارات والثقافات الموروثة سواء في القرى أو المدن التاريخية، مضيفة أنه وبفضل تنمية الرأسمال اللامادي، عرفت القيمة الاجمالية لبلادنا تصاعدا هاما خلال السنوات الأخيرة.
هذا التراث الهام، تضيف الأخت لكحيل، تحمل ثقل الماضي كذاكرة وكإطار بناء، مثالي تارة و غير مهتم به تارة أخرى، كما تحمل عواقب العقود الماضية من حيث الاعداد الترابي والتعمير والتي تؤدي في بعض الأحيان إلى اضطرابات القطبية الحضرية وظهور نموذج جديد للمدينة والمواطنة.
وعلاقة بالموضوع، أبرزت الأخت لكحيل العناية السامية الخاصة التي يوليها جلالة الملك لحماية وتثمين التراث الثقافي المادي واللامادي،مبرزة التوجهات الملكية السامية و الإرادة السياسية تم تجسيدهما على أرض الواقع من خلال الأوراش الكبرى التي تقودها الحكومة المغربية لترميم وتثمين التراث الثقافي سواء على مستوى المدن التاريخية أو القرى، والتي تأخذ بعين الاعتبار البعد الإنساني و القيم الثقافية القادرة على خلق مجالات الحياة حضريا وقرويا.
وفي السياق ذاته، استعرضت الأخت لكحيل، التدابير الاساسية التي اتخذتها الوزارة سواء على مستوى التخطيط والتوجهات الاستراتيجية من خلال وضع وثائق التعمير وحماية المدن العتيقة أو على المستوى القانوني والتنظيمي، من خلال مراجعة نصوص قوانين تحدد ميكانيزمات التدخل، أو على مستوى برامج عملية ترمي إلى ترميم وتثمين المدن العتيقة مع الاخذ بعين الاعتبار تحسين ظروف عيش الساكنة المستفيدة وحماية التراث، مع تقوية الجاذبية الاقتصادية والسياحية.
أما بخصوص تقوية الروابط بين الحضري – القروي، أوضحت الأخت لكحيل أن المغرب وبشراكة مع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، اتخذ تدابير هامة لفائدة الأماكن الصغرى ترتكز على الروابط الوظيفية بين المجال حضري – قروي، مكنت من تسليط الضوء على تحديات و فرص التنمية بهما.
وبعد أن قدمت الأخت لكحيل التدابير الأخرى والهامة التي اتخذتها بلادنا في مجالات ذات الطابع القروي تساهم في الحفاظ على موروثها الثقافي من أجل تقوية المرونة والاستدامة البيئية في إطار عدالة اجتماعية ومجالية، أكدت على ضرورة مشاركة الجميع في رفع تحدي تنمية المجال الحضري – القروي، مع احترام الخصوصيات الثقافية المحلية والجهوية، كما وجهت نداء للحاضرين تحث فيه على أن الثقافة والتراث يعتبران المحركين الأساسيين لهذين المجالين الحيويين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى