الأخبار

قاموس الغابة السياسية !

محمد مشهوري:

لو نهض ابن المقفع صاحب “كليلة ودمنة” من قبره، لرفع الراية البيضاء طالبا”التسليم” لبعض الساسة في بلادنا، الذين تفوقوا عليه في إضفاء طابع “الحيوانية” على السياسة.
آخر المبتدعين ( من البدعة وليس الإبداع)، وربما تحت تأثير تناول عقار خليط من”النشوة والإيمان”، اقتبس من القاموس الغابوي عبارة “شرب لبن السباع” من أجل التهجم على أحد الفرقاء السياسيين، بعد أن أنساه “الورع” نظريات الحتمية التاريخية ومفاهيم الماركسية اللينينية التي كان يتزود بها من المركز الثقافي الذي حل مكانه مطعم “ماكدونالد”.
كنا ننتظر من هذا الحزب الذي غيب وأقصى المنظرين وزكى و”بلص” المهرولين، عوض اعتماد لغة الحلاقي من قبيل “حزموني ورزموني”، الارتقاء بمستوى النقاش السياسي والرد على الآراء المخالفة بمنطق الإقناع بخصوص الأسباب الحقيقية للبلوكاج الحكومي. للأسف الشديد، لم يبق في جعبته سوى قاموس الغابة و”نظرية المؤامرة”.
رحم الله الأستاذ علي يعتة، الذي كان هرما في الخطابة واللباقة. ولينم ابن المقفع قرير العين في قبره، لأنه لم يعمر ليعايش الرداءة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى