Non classé

حزب الحركة الشعبية حر في اختيار أسلوب عمله وليس له أي شروط خارج الأعراف والمبادئ الديمقراطية

شكلت الجلسة العامة التي خصصت لمناقشة التصريح الحكومي أول أمس بمجلس النواب، محطة أساسية بالنسبة للفرق النيابية لتقديم وجهات نظرها واقتراحاتها حول ما تضمنه البرنامج الحكومي، وكانت هذه المحطة الدستورية مناسبة أيضا للتعبير عن موقف كل فريق نيابي وموقعه اتجاه حكومة يقودها السيد عباس الفاسي استجابة لإملاءات المنهجية الديمقراطية.
وفي هذا الإطار وضع تدخل الفريق الحركي حدا لكل التأويلات والحكايات “المفبركة” التي كانت تترصد اختيار الحركة الشعبية موقع المعارضة منذ تعيين الحكومة، وما استحضره التدخل من معطيات تستند على الحقيقة والموضوعية وخيارات ديمقراطية تعكس الواقع، ما هو إلا تثمين ومساندة لما عبرت عنه قيادة الحركة الشعبية في مناسبات سابقة، وعربون على مدى تجانس وتماسك العمل البرلماني والعمل النضالي الحزبي، ويبقى هذا التدخل في آخر المطاف الخيط الرابط بين التزام الحزب بموقفه البناء والشجاع في مختلف المحطات النضالية والسياسية والاختيار الاستراتيجي للفريق الحركي للعب الدور الطلائعي على مستوى المؤسسة التشريعية انطلاقا من توجهات الحزب الذي اعتمدها في هذا الظرف الدقيق، ومستنيرا بخطه النضالي الذي رسمه لهذه المرحلة.
إن الحركة الشعبية لا ترى في خروجها الى المعارضة أي حرج، يقول الأخ سعيد أمسكان رئيس الفريق الحركي في مداخلته لمناقشة التصريح الحكومي، معللا ذلك، أن الحزب ولد معارضا منذ خمسة عقود من اجل التعددية الحزبية ومن أجل الدفاع عن ظهير الحريات العامة، ووفاء لمبادئه وأهدافه، سيبقى الحزب حرا في اتخاذ قراراته سياسية كانت أو غيرها.
ومما لاشك فيه، ان الذين سبقوا الاحداث وأمطروا الحزب بوابل من الأقاويل والأكاذيب، بدون علم او عن جهل ما يدور على طاولة الحزب، وسواء منهم الذين اعتبروا أن الحزب وجد نفسه فجأة خارج الحكومة، أو الذين لفقوا له ممارسة المعارضة من منطلق المساندة النقدية، أو الذين أرادوا أن “يمرغضوا” الحزب في الأوحال، واعتبروه حزبا فاشلا في مفاوضته للاستوزار في المواقع الحساسة، فكل هؤلاء كانوا في ضلال مبين، منهم من كان من وراء أقاويله يكن الحقد والضغينة للحزب الذي وضعته نتائج صناديق الاقتراع الشفافة والنزيهة في مرتبة ثالثة، ومنهم من كان “كاري حنكو”، تهويه الإثارة و “التبلبيل”، ومنهم من كان خارج التغطية يشير بقلمه، تارة على اليمين وتارة على الشمال.
فهؤلاء وهؤلاء عليهم أن يأخذوا الحكمة والعبرة والحقيقة التي لا غبار عليها من مداخلة الأخ أمسكان الذي جعل من تدخله رسالة واضحة للإجابة على كل الترهات التي الغرض منها التشويش على حزب الحركة الشعبية وتاريخه العتيق والعتيد، والمتحرر في اتخاذ القرارات وتحديد موقعه المناسب لخدمة البلاد.
إن الحركة الشعبية كانت وستبقى حرة في تقدير مصلحتها، يقول الأخ أمسكان، وحرة في اختيار أسلوب عملها وليست لها أي شروط خارج المبادئ والأعراف الديمقراطية وحزب الحركة الشعبية لا يضع رجلا في موقع والرجل الأخرى في موقع آخر، لأن هذا الأسلوب يتناقض مع مذهبه ومبادئه. وإذا كانت الذكرى تنفع المتحاملين على هذا الحزب العتيد، فإن الفريق الحركي ومن خلاله حزب الحركة الشعبية بتنظيماته وهياكله الحزبية وإعلامه، سيمارس معارضة الحكومة من خلال معارضة بناءة ومسؤولة من منطلق الثوابت والمقدسات المتجلية في الملكية والدين والوحدة الترابية.
إن حزب الحركة الشعبية يتميز بتربية سياسية تغنيه على التسابق على كراسي الاستوزار، وله من مقومات ووسائل لخدمة مصلحة الوطن من أي موقع كان وكما شدد على ذلك الأخ أمسكان، أن الحزب سيبين لكل المتسائلين ـ من مختلف المواقع والتوجهات حزبية كانت أو إعلامية أو مجتمع مدني ـ ولكل المشككين عن مدى قدرته على تحمل المسؤولية التي لا تقل أهمية على تحمل مسؤولية الحكم، فالحزب له من الكفاءات الخلاقة والتجارب الكافية للعب دور المعارضة التي تخدم مصلحة البلاد.

الحركة – عبد المجيد الحمداوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى